
سلوى روضة شقير، يا ليل، 1947

سلوى روضة شقير، بيروت، 1985

سلوى روضة شقير، منحوتة، دون تاريخ

سلوى روضة شقير، يا ليل، 1947
روضة ـ شقير، سلوى
بيروت، 24 حزيران/ يونيو 1916 - بيروت
ترتدي تشكيليّة سلوى روضة ـ شقير طابعاً أساسيّاً: وحدة أقصى درجات المرونة وأقصى درجات التصلّب، الهندسة والشهوانيّة، اليقين الأكثر عناداً والاندفاع الأكثر أثيريّة، لفكر لا يتزحزح عن قناعاته وللإصغاء بانتباه إلى أيّ كان.
تلميذة أنسي، الذي نفّذت عنده عدداً من اﻟﭙﻮرتريهات الواقعيّة، كرّست نفسها للفنّ بناء على استفزاز وعلى موقف فلسفيّ مسبّق، ردّاً على التحدّي الذي أطلقه أحد أساتذتها في وجهها إذ أنكر وجود هويّة فنّيّة عربيّة. وقرّرت الانصراف إلى النحت بعد مرورها بمرحلة الخمسينيّات التجريديّة، يحدوها اليقين بأنّها واجدة فيه لغةً للبصر كما للّمس ورفض الامعان في نظريّات تأمّليّة كان التجريد الخاص بالعلم الهندسي يبدو نفياً لمحدِّداتها وإغلاقاً لباب النقاش فيها.
أمضت في باريس عدّة سنوات (1948 ـ 1951) بدل بضعة أشهر كما توقّعت لدى سفرها، الذي لم تعد منه إلّا أكثر اقتناعاً بأنّها على حقّ. وهكذا تمكّنت بعدذاك من أن تواصل في بيروت، وسط عدم الفهم والتشبّث، اعمالها المكوّنة من تنقّل قناعاتها السِرّي في منطق الهندسة. صحيح أنّها كانت تتبع تطوّر النحت بالصلة مع ميلها، مضيفة إليه من المعطيات المحلّيّة ذات المستوى الابتدائي ما يبقى أقلّ من المستمَدّ من واقع تشكيلي أرقى، كانت تعيشه في حاجتها إلى تجاوز الاكتفاء بالفولكلور.
استيعابها لمعطيات الخصائص النوعيّة العربيّة – قواعد تشكيل فنّ الخط العربي، والتكرار الذي يمرّ بصرامة العمليّات الذهنيّة – ارتبط بالرياضيّات كما بالمخزون الوراثي العائد إلى الظهور، حيث التنظير التأمّلي الداخلي وتفسير الاسباب الأوّليّة، العوامل المسبِّبة ونتائجها، هي المؤَطِّر بالذات للحياة وللفكر.
تناولت روضة ـ شقير بالنحت إمكانيّة أن تعكس مادّيّاً عالمها الداخلي، الأمر الذي بدا أنّ تَشدُّد فنّ الرسم لا يحاوله إلّا سطحيّاً. ففي النحت تتجسّد الأيقاعات، كذلك الألوان، والخامات، والضوء. تُبَيِّن روضة ـ شقير على نحوٍ جدير بالاهتمام – شأنها شأن عارف الريّس الذي كثيراً ما ترحّل، وأقام خصوصاً في انكلترا، والولايات المتّحدة، وإيطاليا – تأثير ثقافة فرنكوفونيّة في نحتها، لمجرّد كونها أقامت في باريس، وليس لزاوية النظر الأوروﭘﻴّﺔ الأوسع التي كان يستتبعها انفتاحها على الحداثة.
سلوى روضة ـ شقير،المرأة ذات بعض القناعات البسيطة والضروريّة، وسَّعت من البُعد المتعلّق بتأمّلها في الانتماء إلى المدينة وبمقاربة الفنّ، المبرِّر لقراءتها الضروريّة للتجريد في بلد شرقيّ.
تكمن أهمّيتها في ظاهرة تثاقف وسطها الاجتماعي - الثقافي، وفي العلاقة مع طليعيّة الأشكال واعتماد المنحى الهندسي الذي يشكِّل قراءتها الخاصّة لفنّ الخطّ العربي وتقاليده التاريخيّة. كما أنّها تطرح مسألة كيفيّة اندماج التجريد الأوروﭘﻲ في ثقافة تختلف عن تلك التي نشأ في كنفها. وقد راح فن النحت لديها، بعد الخمسينيّات، يتقدّم في تطوّره نموَّ أعمالها في فنّ الرسم.
إتّخذت معارضها دوماً منحىً تربويّاً، بمعنى أنّها كانت مكرَّسة لإطْلاع الجمهور على تقدّم عملها: 1947 في المركز الثقافي العربي في بيروت،1951 في صالة كوليت ألّندي Colette Allendy في باريس، 1952 في مركز الدراسات العليا في بيروت، 1962 في قصر الأونسكو Unesco في بيروت. أقيم معرض استعادي لمجمل أعمالها سنة 1974 في قاعة المجلس الوطني للسياحة في بيروت.

Salwa Raouda-Schoucair, Beirut, 1999

Salwa Raouda-Schoucair, Beirut, 1985

Salwa Raouda-Schoucair, Beirut, 1999
سلوى روضة شقير، بيروت، 1999